أن عملية الاستماع والفهم لربما كانت أشق بمراحل من عملية النطق بالكلام. ولهذا أسباب كثيرة بعضها يتعلق بطبيعة الصوت أو على الأصح بالموجات الصوتية، فلهذه صفات مختلفة بعضها يساعد على سماع الصوت بوضوح وسهولة وبعضها يعطل ذلك، وتختلف هذه الصفات باختلاف الانسان الذي يصدر الأصوات من جهة: أهو رجل أو امرأة؟ أهو فتى أم فتاة؟ أهو بالغ راشد أم طفل؟ وهي تختلف أيضا بالنسبة للغة نفسها التي يتكلمها مجتمع معين ونوعية الأصوات التي اختارها المجتمع لاستخدامها في التحية. كما تختلف باختلاف الحالة النفسية أو الانفعالية للمتكلم من السرور الأعصاب الغضب الأعصاب الحزن الخ. كما الأولى صفات تلك الموجات الصوتية تتأثر بالوسط الذي تنطلق وتمر فيه وبمدى السكون أو الضجة الموجودة فيه في ذلك الوقت. ثم أنها تختلف أيضا بالنسبة لوضع المتكلم والسامع من بعضهما: أقريبان هما أم بعيدان بعضهما عن بعض؟ وهل السامع ينتظر صدور الصوت من المتكلم فهو لذلك متنبه متيقظ، أم انه يسمع الأصوات عرضا؟ وهل المستمع مهتم بموضوع الحديث أم لاه منه يفكر بأشياء أخرى؟ وهل أعضاء السمع عند المستمع في حالة ممتازة أم سيئة أم بين بين؟
الاهتمامات اللغوية الحديثة ص 70
- لماذا هذه الدراسات اللغوية
- الاهتمامات اللغوية الحديثة
- طبيعة اللغة
- اللغة والمجتمع
- تركيب اللغة وانظمتها المختلفة
- 009- أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة
- 1978m-9
